مساء الجروح المكتحلة ألما...!!!!
من القلب هي لكم/ ودعونا نرتشف الألم سوية....
امرأة كبيرة في السن...مات عنها زوجها الغني.. وتركها لأبنائها المترفين ..بعد أن سارت بها ركاب العمر..وجدوا أن في تحمل هذه الأم إرهاق لهم...خاصة وأن ابنها يدرس في الخارج.. وبناتها كل منها لاهية في عملها وبيتها... ولم يجدوا سوى استراحة العجزة ( دار المسنين )دارا أخيرة للقلب الحنون.. بالرغم من صحتها.. وتمر السنة وراء السنة وتوعك فيها هذه المرأة.. وتتحرق شوقا لأبنائها... ولكن..!! لا مجيب..
إلى أن نقلت إلى المستشفى الحكومي.. بعد أن ازدادت حالتها سوءا.. وهي تصارع سكرات الموت.. تترجى الطبيب المسؤول وهي تحضن الوسادة بشدة..أن يأتيها بإحدى بناتها لتقبّلها وتحضنها قبل أن تفارق الدنيا... وبعد عدة محاولات لا مصير لها سوى الفشل.. يعود الطبيب للمرأة.. ويحاول أن يسليها بكذبة أن إحداهن في الطريق...ولكنه شعور الأم الصادق...
قالت له هذه الكلمات بنصها..: أعلم بأن ولا واحدة منهن سوف تأتي.. ولكن لي طلب أخير عندك.. بلغهن..بأني غاضبة عليهن دنيا وآخره...وتلفظ الأم أنفاسها الأخيرة معلنة رحيل الجنة عن تلك القلوب الجاحدة...!!!!
للمآذن صوت واحد ما تغيّر
وللألم في طرفها الباهت أنين.
كانت تردّد بهالمنفى سنين.
وش بلا هالصوت ما يرجع صداه
يا لطيفه .. شوفي أمك..
محتضر في عينها ثلّة حنين
أتوسّد هالسماء بعيون ثكلى..
والغيوم بكحْلها الأحــمر .. تنادي
مدركه جرحي الدفين
البحر والموج..وأسراب النوارس..
والمراسي لا شكت فقر العيون
ارتسِـم ما بينهم من غير لون
ويفرش جناحه البحر..ويمدّ كفّه..
يرفق بذيك الجفون.
لو خذاها البحر..وش يعني تغيّر
يغسل بغدره.. جفا بعض (البنون )
وأتألم في وسط غربه ومنفى.
ثْم أنادي.
يا عيوني...وينك أنت..؟؟
وين روحك
تسكن جروحي بروحك
وأتألم .. وأنت داري يا ضناي
وأتألم .. وتهتك جروحي سماي
وينهرق دمع ٍ من الغيم المؤجج من ضماي
ما خبرتك يوم تقسى..
وتشفق عيوني لشوفك
وينك أنت
وين أرضك يا عيوني
وين أرضك من سماي
ويستبيح الموت أنفاسي ويدنو
وأنا أصرخ
وأنا أصرخ لاتقرب.
لا تقرب .. بعدي ما كحلت عيني من ضناي
ودي أبكي يا لطيفه وينك أنتِ
وين حضنك..يا فتاتي
من سنين
والسرير الأبيض يسطّر شقاي
واحضن بكفي وسادة...وأبكي أبكي
وأصرخ أصرخ.. يا لطيفه..ودي نظره
ودي لمسه من يدينك
ودي بقبلة عيونك
ودي امسح هالجدايل من عروقي
لقنيني الشهاده يا خفوقي.
ودي ودي
أقترب هالموت..والأحلام ضدي
ويتهافت هالقطيع من الألم..ويا المنايا
وكانت الكلمة الأخيرة
ترّعد بقوه وتدْوي...
يا لطيفه ما أسامح...
ما أسامح وش يصير...
ويخفت الصوت ببرود..
ويتوقف هالوجود..
آآآآآآآآه يا أم الألم..
لو دريتي من خذاك..
من دفن هاك العيون
والشفاه الموجعه
لو دريتي من تكبّد يغرس بقبرك وهن
لو دريتي بالجحود اللّي يسمونه وطن
ولو دريتي أن زمرة هالمجون
عاثت بروحك زمن
يا وطن
كان في فراقك ترى.. حفنة عفن
ملاحظة .
السائق / مدبرة المنزل / الخادم .. هم من قاموا بإجراءات الدفن لهذه الأم الفقيرة وحضروا مراسم دفنها...!!!!!لأن إحدى حفيدات المتوفاة كانت عروس ليلة الموت الأغبر...!!!
قصة حقيقة حدثت في بلادي للأسف....!!!!
وللمواجع بقية فيني...!!!
ملاحظه أخيرة.
ارسلت هذه المعزوفه التي تقطر الم اللي فلم استطع الرد فـــ اللالم هنا اكبر من درجه الاحتمال بكثير
لذلك احببت ان تشاركوني البكاء ..
